October 18

"المُقَدِمة"

"صَوتُ تَغرِيد العَصَافِير ، عَلَى الأَورَاق المُتَلَألِئَة بالنَدَى"

أَشِعة الشَمس الدَافِئة فِي الصَبَاح ..، تَلمَع مِن خِلاَل السُحُب الصَافِيَة"

مَسَحَت سِياَناَ حَبَات العَرَق مِن جَبِينِهَا وَرَفَعَت زَاوِيَّة فَمِها.

مِنشَفَة بَيضَاء نَقيِة تُرَفرِف تَحت السَمَاء الزَرقَاء الصَافية...

"...رَائع~"

لكِن فَرحة سِيانا لَم تَدم طَويلاً.

كَان ذلِك بسَبب الصَّوت القَاسي القَادِم مِن جَانبِها.

"اللَّعنة، لَقد انتهَى الأمر الآن، لِماذا هُناك الكَثير مِن الغَسيل؟"

"هَذا صَحِيح ، يَداي تؤلمَانني بِشِّدة"

لقد إِكتسَبت الكَثير مِن العَضَلاَت هَذِه الأيَام. رُبمَا يَكون سَاعدَاي أكْثر سُمكًا مِن سَاعدي الحَداد جَاك! هَل تُريدين رُؤيته؟"

"وَاو، هَذا فَظيع"

'عَلى أية حَال، الجَمِيع مُنفَتِحُون مَع بَعضِهِم.'

هَزت سِيانا رأسَها وأدَارته للخَلف.

كَانتْ النِسَاء، اللوَاتِي يَستَعرِضن سَوَاعِدَهُن الضَخمَة، يَرتَدِين نَفس الزَّي الرَسمي الرَمادي القَاتم والمَآزر البَيضَاء التِي تَرتدِيها سِيانا.

كَانت سِيانا والنِساء خَادِمَات مُتَدَرباَت يَقُمن بجَمِيع أنوَاع الأعمَال الصَغيِرة فِي القَصر الإمبرَاطُورِي.

'عَلى الرُغم مِن أنَنا خَادمَات مُتدَربَات، لَكنَنا فِي الوَاقِع نَعيش مِثل الكِلاب بدُون أجر'

فِي الوَاقع تَم تَصنِيف خَادمَات القَصر الإمبرَاطُورِي بشَكل عَام إلى ثَلاثَة مُستَوياَت.

خَادِمة رَفِيعَة المُستَوى تَقِف إلَى جَانِب العَائِلة المَالكَة وتَستَمِع إلى قِصَصِهم وتَعتَنِي بِهم جَيدًا.

وَخَادِمَة ذَات رُتبَة مُنخَفِضة المُستَوى التِي تَقُوم بالغَسِيل أو التَنظِيف

وَ خَادمة ُمتوسطة المُستوى تُدير مُختلف أقسَام القَصر الإمبرَاطُوري.

يُمكن أن يَكون النُبلاء فَقط خَادِمَات مِن الطَبقَة العُليا. لَكِن خَادمَات الطَبقَة الوُسطى وخَادمَات الطَبقة الدُنيا كَانوا مِن عَامة النَاس.

ولِذَلك، تَوافَد العَدِيد مِن الفَتيَات مِن جَميِع أنحَاء القَارة ليُصبِحنَ خَادمات فِي القَصر الإمبرَاطُوري.

وبطبيعة الحَال، لَم يَكن ذَالِك سَهلاً.

لَو لَم يَكن لَديهم هَدف أَن يُصبحُو خَادمَات فِي القَصر الإمبرَاطُوري، لكَانُو قَد هَربو مُنذ زَمَن.

والشَيء الجَيد هُو أنه نظرًا لصعُوبة العَمل، فإن الخَادمات المُتدرباَت يَنسجمن جيدًا معاً.

"دَعُونا نَستريِح قليلاً ثُم نَعود ، لأنُه حَتى لُو حَاولنَا الذَهاب مُبكراً  سَوف يَسخرون مِنا لِكوننا خَادمات مُتدربات، وسَيكون عَلينا الذَهاب للعَمل فِي أمَاكن أُخرى.

"يبدو أنني سأرحل."

"وأنا أيضاً!"

'إيماءة.'

أظهرت الخادمات موافقتهن بأعينهن الجادة.

جلست الخادمات معًا في مجموعات ثنائية وثلاثية.

جلست سييانا أيضًا على جانب واحد ودلّكت أصابعها المتورمة.

"إذا قمت بغسل الملابس فقط، تصبح أصابعي مثل منتفخة مثل النقانق ، لدي جسم ضعيف."

وبينما كنت أعقد حاجبي على جسدي الذي ظهرت عليه علامات العَمل ولو قليلاً، صاح أحدهم.

"يا فتيات، أُنظرن هناك!، إنها الأميرة جريس!"

الأميرة!

بعد سماع ذالك، وقفت الخادمات، اللاتي كن ضعيفات للتو، فجأة!.

كما نهضت سيانا فجأة وتشبثت بالحائط مع الخادمات.

انبهرت عيون الخادمات برؤية الأميرة من بعيد.

كان شعرها الأسود لامعًا مثل خشب الأبنوس، وكان فستانها الرائع مرصعًا بعشرات الجواهر، وكان وجهها حسن العناية نظيفًا مثل الخزف.

"واو، إنها جميلة!"

"هذا صحيح!"

واصلت الخادمات حديثهن بوجوه مذهلة.

"ما مدى سعادتها لأن والدها كان الإمبراطور عندما ولدت؟"

"لاحاجة للسؤال عن ذلك. يمكنها أن ترتدي ماتريد من الملابس، ويمكنها أن تأكل ما تريد... لا بد أن العيش هناك يشبه النعيم."

ترددت سيانا، التي كانت من بين الخادمات الثرثارات.

"هذا ليس صحيحاً بالضرورة."

نظرت الخادمات إلى سيانا بعيون واسعة كما لو كانوا يتسآألن عما كانت تتحدث عنه.

أراحت سيانا ذقنها وتحدثت بوجه هادئ.

"أولاً وقبل كل شيء، هذا الفستان ثقيل للغاية، حيث يصل وزنه إلى 20 كيلوجرام على الأقل، وهو ما يعادل حمل خنزير صغير طوال اليوم."

"ع..عشرون كيلو جرام؟!"

أومأت سيانا برأسها واستمرت في الحديث.

"إلى جانب ذلك، فإن المشد الذي ترتديه تحت الفستان مؤلم للغاية. ذالك الشعور وكأن عملاقًا يمسك بجذعي ويتساءل متى سيخطف أنفاسي."

خفضت سيانا رموشها الطويلة وواصلت الحديث.

"و الشيء الأكثر صعوبة هو التظاهر بأن لا شيء يؤلم ، بحيث يجب أن يكون لديها وجه مبتسم طوال الوقت"

برأيكم هل تبدو الأميرة سعيدة الآن؟"

نظرت الخادمات إلى سيانا بوجوه مذهلة

بالنسبة لفتيات عاميات، لم تكن الأميرة سوى كائن جميل لا تشوبه شائبة،  تماماً كما ف القصص الخرافية.

لم يفكرو قط في معاناة الأميرة الواقعية بهذه الطريقة.

سألت إحدى الخادمات، التي كانت ترمش و حاجبيها مجعدتان وسألت.

"ولكن كيف تعرفين ذلك؟"

ابتسمت سيانا وأجابت في نفسها.

"لِأنَنِي وَحتَى أشهُر قَلِيلة مَضَت، كُنت مِثل هَاذه "الأَمِيرة!"